خديجة الرياضي ... تقاوم في وطن ظالم
ربما ، وسط زحام موت العظماء و الأخبار و الشعارات و الكلام ، أنك لم تنتبه إلى سيدة طبعت الاسبوع المنصرم في المغرب. سيدة بسيطة متواضعة هادئة صلبة تلك بعض من مواصفات السيدة "خديجة الرياضي" المناضلة الحقوقية التي لم اعرف مثيلا لها في صمودها و صبرها الكبير و نضالها في وجه نظام ظالم اجتماعيا و سياسيا و ثقافيا .
هذه السيدة تستمر في السير على درب من رحلوا من أجل الكرامة و الحرية و العدالة الاجتماعية.. صورتها المتكررة دوما و هي مغمى عليها أو بآثار الاعتداء من جراء هراوة المخزن بعد وقفات الجمعية المغربية لحقوق الانسان أو في وقفات شباب 20 فبراير أو في الاحتجاج على البيدوفيل الاسباني تؤكد هذه الصلابة التي تتعب الكثيرين الذين لا تحتمل ظهورهم هراوات دائمة من أجل الآخرين...
اختيار خديجة الرياضي لجائزة الامم المتحدة لحقوق الانسان هذه السنة هو تعبير عن ذاك الاحترام لنبل الفكرة التي تؤمن بها ، لكن الاهم هو تعبيرها عن تقدير لجهود سيدة تحملت عناء النضال من أجل الحق في بلد "شرقي" لازالت المرأة فيه موضوعا ثانويا مثلها مثل حقوق الانسان و الديمقراطية ، الجائزة بمثابة اعتراف صريح ان النظام مازال يخرق و ينتهك حقوق الانسان، و تتويج يدحض الخطاب الرسمي الذي يروج على ان المغرب يحترم حقوق الانسان .
تكريم المناضلة "خديجةالرياضي" من طرف الأمم المتحدة ، هو في الحقيقة تكريم لكل المناضلين المغاربة و خصوصا المرأة المغربية المناضلة في مجال حقوق الإنسان و إعتراف صريح لما قدمته هذه الإنسانة المناضلة المتواضعة في الميدان الحقوقي و صمودها الأسطوري في جل المحطات النضالية من دون إستثناء ... هنيئا لمفخرة المغرب و هنيئا لجل نساء المغرب اللواتي يقاومن و يناضلن و يحاربن التهميش و القمع و الحكرة و يتمردن على مجتمع ذكوري قاس عليهن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق